استشارات منطقة الرأس

لدي ورم في الرأس وآلام، فهل هو مؤشر بالسرطان؟

السؤال

السلام عليكم

عمري 26 عاما، أعاني منذ الصغر من الشقيقة، ومنذ فترة من القولون العصبي وفتق بالحجاب الحاجز وبعض آلام المعدة.

منذ أسبوع بدأت أعاني من آلام شقيقة متواصلة بالجهة اليمنى من رأسي، منذ سنتين لم أعان كهذه الآلام، مصحوبة بتشنجات في الرقبة بالجهة اليمنى فقط، عادة ما أعاني من الشقيقة بالجهة اليمنى من الرأس، ولكن ليس هكذا.

وبدأت أحس بضغط شديد بجمجمة الرأس، أحيانا أحس أنها ستنفجر بعد قليل، وبالصدفة وأنا أتحسس رأسي من الألم انتبهت أن بمنتصف الجمجمة عند مؤخرة الرأس حجم الجهة اليمنى أكبر من اليسرى وأكثر انتفاخا، (أتكلم عن الجزء النصف مستدير بنهاية الرأس المتصل مع بداية الرقبة)، وعندما تحسست قليلا للأعلى (أعتقد اسمها منطقة الفص القذالي) انتبهت لوجود ورم أو نتوء بالجهة اليمنى بعرض 4 سم تقريبا وطول 1 سم، ينتهي (بالعرض) عند منتصف الرأس (نهاية الجهة اليمنى)، ولا يوجد له مثيل بالجهة اليسرى، تحته قاسي كالعظام، وعند الضغط عليه أشعر بوخز خفيف، وبعدها يبدأ الألم يخفف، وعندما أرفع يدي أشعر بدوار وألم شديد، ويعود الضغط بالرأس كما كان أو حتى بدون أن أمس رأسي، الضغط بالرأس فظيع جدا حتى أستصعب النوم معه، وأقوم في اليوم الثاني كأنني لم أنم مع نفس الآلام، هذه المرة الأولى التي أنتبه لوجود شيء مماثل برأسي، فهل وجود هذا الأمر هو شيء طبيعي أم أنه تورم أو ورم فعلا؟ وهل يمكن أن يكون سرطانيا؟

تعرضت مرتين لإشعاع ال CT بحياتي لتصوير الرأس بسبب آلام الرأس مرة بجيل 13 سنة ومرة قبل 4 سنوات، وذلك للتأكد أن الآلام مصدرها الشقيقة.

لذا لا أرغب بالتعرض مرة أخرى للإشعاع إذا لم يكن هناك سبب أو أساس لوجود شيء لا قدر الله، وبالتالي أرغب بنصيحتكم، خاصة وأنني قرأت أن هذه الأشعة خطيرة.

بالماضي لم أكن أشعر بضغط مماثل بشق واحد من الرأس فقط مثل الآن، فهل الألم هو الذي يشعرني بتشنج الجهة اليمنى من الرقبة؟

علما أنه في نفس الجهة اليمنى ظهر لدي ورم بأعلى الكتف بعد التقاء الرقبة مع الكتف الأيمن بحوالي 3 سم، تحت الجلد بارز، وبدون أن يتغير لون الجلد، وعند التصوير ظهر أنه غير واضح ماهية الورم، وليس به مجرى دم، لكن لم أتمكن لسفري من إزالة الورم الذي لم يتحقق الأطباء من ماهيته، وبعد شهر تقلص الورم إلى أن ظننته اختفى ثم عاد فظهر بنفس موضعه، ولكن أصغر مما كان وأقل بروزا، ويمكن إحساسه أنه عميق وصلب تحت الجلد.

أغلب الأطباء رجحوا أنه تورم بالليمفوما أو كيس دهني، ولأنه إذا كان كذلك فهل يمكن أن يصغر ويكبر؟

وألاحظ كبره بعد الرياضة والمجهود، وهل لذلك علاقه بالآلام الحالية والرأس؟ وهل كل الأمور مرتبطة؟ وإذا كانت هذه أعرض سرطانية فهل يجب أن أعاني من أعراض أخرى؟

علما أني لا أعاني من أعراض أخرى سوى العصبية وتقلب المزاج والكدر، ولكني نادرا ما أشعر بالدوار، ووزني ثابت، وشهيتي ثابته.

أفكر كثيرا بمرض السرطان، ربما لأنه منتشر في محيطي، وفقدت الكثير من الأقرباء بسبب هذا المرض، فأصبح هاجسا لدي، علما أن خالي مات بالسرطان، وجدي مات بالسرطان، وخالي الآخر مصاب بسرطان الغدد وسرطان الرقبة، وعمومتي من الدرجة الثانية ( أبناء عم أبي) تجلى لديهم عدة حالات سرطانية، ومات بعض منهم بالسرطان، وهل التفكير بالسرطان يمكن أن يؤدي للسرطان؟

آسفه لكثرة أسئلتي وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن وجود البروز والنتوءات العظمية في الرأس والاختلاف ما بين الجهة اليمنى والجهة اليسرى من الجمجمة هو أمر معروف جدًّا، وتعتبر هذه اختلافات فردية طبيعية بين الناس، هذه هي الحقيقة الأولى التي يجب أن تركزي عليها كثيرًا.

ثانيًا: الأورام الخارجية في الرأس يعرف عنها أنها غالبًا تكون تكوّنات دموية أو أكياسا دهنية أو شيئا من هذا القبيل، وهذا ليس له أي علاقة بالسرطان.

أنا أقدر درجة مخاوفك من السرطان؛ وذلك للأسباب التي أوردتها في الفقرة الأخيرة في رسالتك.

والمهم في مثل هذه الحالات هو التوكل القاطع، وأن تعلمي أنه لن يصيبك إلا ما كتب الله لك، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك من هذه الأمراض، وأن لا تكون هنالك مخاوف مطلقة حتى لا يعيش الإنسان تحت التهديد المستمر.

سلي الله تعالى أن يحفظك من سيئ الأسقام، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يشمل السرطان وغيره، والأمر يتطلب منك الآن إجراء بعض الفحوصات.

الفحص المطلوب هو أن تذهبي وتقومي بإجراء صورة – أشعة عادية – وأنا أؤكد لك أن التعرض للإشعاع حتى عشر مرات في السنة ليس له أي ضرر.

الإشعاع المضر هو الذي يكون متسلطًا على الإنسان لفترات أطول وبصورة مستمرة ومتعددة، ليست هذه الأشعة العادية التي تُطلب كفحص طبي، فلا تترددي في هذا الأمر أبدًا.

اذهبي وقومي بإجراء فحص أشعة عادية في الرأس، وكذلك صورة مقطعية للرأس، وتعرفي أن الصورة المقطعية لا تعرّض الإنسان لأي نوع من الإشعاع.

أنا على ثقة كاملة أنه ليس لديك أي علة أساسية، هذا الورم ربما يكون مجرد بروز ونتوء طبيعية جدًّا أو تكوّن دموي أو شيء من هذا القبيل، لكن إذا لم تقومي بهذه الفحوصات سوف تظلين متخوفة ومترددة ومتشككة، وهذا يسبب أزمة نفسية حقيقية.

هذا هو الذي أنصحك به، والأمر الآخر والذي أكرره لك هو التوكل وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك، لا توجد أي حلول غير هذه الحلول، وأرجو أن تركزي على ذلك.

كثرة التفكير في السرطان لا تؤدي إليه أبدًا، فليست هنالك علاقة ما بين كثرة التفكير في السرطان والإصابة به، لكن يعرف أن الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض – نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعًا – إذا كان إرادتهم وعزيمتهم وتصميمهم قويا وثابتا، وجد أن هذا يحسن من مناعتهم لعلاج المرض، وتكون استجابتهم استجابة حسنة، هذا حسب ما ورد في بعض الدراسات.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: وجهي طاقاتك نحو أشياء أخرى، كوني مثابرة في دراستك، مارسي الرياضة، عليك بالصلاة في وقتها، وعليك بالإكثار من النوافل وقراءة القرآن والدعاء والذكر، هنالك أذكار معروفة، أذكار مطمئنة جدًّا، إذا قرأها الإنسان يحس فعلاً أنه لن يصاب بمثل هذه الأشياء، فكوني حريصة وحريصة جدًّا على ذلك، وسلي الله تعالى أن يحفظك، ونشكرك كثيرًا، وبارك الله فيك.

وجزاك الله خيرًا.

Related Posts

1 of 71